فصل: قال أبو عمرو الداني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة المطففين:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه الحديثان الضَّعيفان: عن أُبي: «مَنْ قرأها سقاه الله من الرّحيق المختوم يوم القيامة»، وعن علي: «يا علي من قرأها كان في الجنَّة رفيق خَضِر، وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب العادلين بالحقِّ». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة المطففين مقصودها شرح آخر الانفطار بأنه لابد من دينونة العباد يوم التناد بإسكان الأولياء أهل الرشاد دار النعيم، والأشقياء أهل الضلال والعناد غار الجحيم، ودل على ذلك بأنه مربيهم والمحسن إليهم بعموم النعمة، ولا يتخيل عاقل أن أحدا يربي أحدا من غير سؤال عما حمله إياه وكلفه به ولا أنه لا ينصف بعض من يربيهم من بعض، واسمها التطفيف أدل ما فيها على ذلك. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {ويل للمطففين}:

السّورة مكِّيّة.
وآياتها ستّ وثلاثون.
وكلماتها مائة وتسع.
وحروفها أَربعمائة وثلاثون.
وفواصل آياتها (من) سمّيت (المطفِّفين) لمفتتحها.

.معظم مقصود السّورة:

تمام الكيل والميزان، والاحترازُ عن البَخْس والنُّقصان، وذكر السجين لأَهل العصيان، وذكر العِلّيّين لأَهل الإِيمان، ودَلال المؤمنين والمطيعين في نعيم الجنان، وذُلّ العصيان في عذاب النِّيران، ومكافأَتهم على وَفْق الجُرْم. والكفران في قوله: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}.
السّورة محكمة بتمامها. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فيها من المتشابه قوله: {كَلاَّ إِنَّ كتاب الْفُجَّارِ لَفِي سجين وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سجين كتاب مرقوم} وبعده: {كَلاَّ إِنَّ كتاب الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كتاب مرقوم} التقدير فيها: إِنَّ كتاب الفجّار لكتاب مرقوم في سجين، وإِنَّ كتاب الأَبرار لكتاب مرقوم في عليّين.
ثمّ ختم الأَوّل بقوله: {وَيْلٌ يومئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ}، لأَنه في حقِّ الكفَّار، وختم الثَّانى بقوله: {يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} فختم كلّ واحد بما لا يصلح سواه مكانه. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة المطففين:
سميت هذه السورة في كتب السنة وفي بعض التفاسير (سورة ويل للمطففين)، وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من (صحيحه)، والترمذي في (جامعه).
وسميت في كثير من كتب التفسير والمصاحف (سورة المطففين) اختصاراً.
ولم يذكرها في (الإِتقان) في عداد السور ذوات أكثر من اسم وسماها (سورة المطففين) وفيه نظر.
وقد اختُلف في كونها مكية أو مدنية أو بعضها مكي وبعضها مدني. فعن ابن مسعود والضحاك ومقاتل في رواية عنه: أنها مكية، وعن ابن عباس في الأصح عنه وعكرمة والحسن والسدّي ومقاتل في رواية أخرى عنه: أنها مدنيّة، قال: وهي أول سورة نزلت بالمدينة، وعن ابن عباس في رواية عنه وقتادة: هي مدنيّة إلاّ ثمان آيات من آخرها من قوله: {إن الذين أجرموا} (المطففين: 29) إلى آخرها.
وقال الكلبي وجابر بن زيد: نزلت بين مكة والمدينة فهي لذلك مكية، لأن العبرة في المدني بما نزل بعد الهجرة على المختار من الأقوال لأهل علم القرآن.
قال ابن عطية: احتج جماعة من المفسرين على أنها مكية بذكر الأساطير فيها أي قوله: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} (القلم: 15). والذي نختاره: أنها نزلت قبل الهجرة لأن معظم ما اشتملت عليه التعريض بمنكري البعث.
ومن اللطائف أن تكون نزلت بين مكة والمدينة لأن التطفيف كان فاشياً في البلدين. وقد حصل من اختلافهم أنها: إما آخر ما أنزل بمكة، وإما أول ما أنزل بالمدينة، والقول بأنها نزلت بين مكة والمدينة قول حسن.
فقد ذكر الواحدي في (أسباب النزول) عن ابن عباس: قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً، فأنزل الله تعالى: {ويل للمطففين} فأحسَنوا الكيل بعد ذلك.
وعن القُرظي: كان بالمدينة تجار يطففون الكيل وكانت بياعاتهم كسبة القمار والملامسة والمنابذة والمخاصرة، فأنزل الله تعالى هذه الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السوق وقرأها، وكانت عادة فشَت فيهم من زمن الشرك فلم يتفطن بعض الذين أسلموا من أهل المدينة لما فيه من أكل مال الناس، فرأى إيقاظهم لذلك، فكانت مقدمة لإِصلاح أحوال المسلمين في المدينة مع تشنيع أحوال المشركين بمكة ويثرب بأنهم الذين سنُّوا التطفيف.
وما أنسب هذا المقصد بأن تكون نزلت بين مكة والمدينة لتطهير المدينة من فساد المعاملات التجارية قبل أن يدخل إليها النبي صلى الله عليه وسلم لئلا يشهد فيها منكراً عاماً فإن الكيل والوزن لا يخلو وقت عن التعامل بهما في الأسواق وفي المبادلات.
وهي معدودة السادسة والثمانين في عداد نزول السور.
نزلت بعد سورة العنكبوت وقبل سورة البقرة.
وعدد آيها ست وثلاثون.
أغراضها:
اشتملت على التحذير من التطفيف في الكيل والوزن وتفظيعه بأنه تحيل على أكل مال الناس في حال المعاملة أخذاً وإعطاء.
وأن ذلك مما سيحاسبون عليه يوم القيامة.
وتهويل ذلك اليوم بأنه وقوف عند ربّهم ليفصل بينهم وليجازِيَهم على أعمالهم وأن الأعمال محصاة عند الله.
ووعيد الذين يكذّبون بيوم الجزاء والذين يكذّبون بأن القرآن منزل من عند الله.
وقوبل حالهم بضده من حال الأبرار أهل الإِيمان ورفع درجاتهم وإعلان كرامتهم بين الملائكة والمقربين وذكر صور من نعيمهم.
وانتقل من ذلك إلى وصف حال الفريقين في هذا العالم الزائل إذ كان المشركون يسْخَرون من المؤمنين ويلمزونهم ويستضعفونهم وكيف انقلب الحال في العالم الأبدي. اهـ.

.قال سيد قطب:

تقديم لسورة المطففين:
هذه السورة تصور قطاعا من الواقع العملي الذي كانت الدعوة تواجهه في مكة- إلى جانب ما كانت تستهدفه من إيقاظ القلوب، وهز المشاعر، وتوجيهها إلى هذا الحدث الجديد في حياة العرب وفي حياة الإنسانية، وهو الرسالة السماوية للأرض، وما تتضمنه من تصور جديد شامل محيط.
هذا القطاع من الواقع العملي تصوره السورة في أولها، وهي تتهدد المطففين بالويل في اليوم العظيم، {يوم يقوم الناس لرب العالمين}.. كما تصوره في ختامها وهي تصف سوء أدب الذين أجرموا مع الذين آمنوا، وتغامزهم عليهم، وضحكهم منهم، وقولهم عنهم: {إن هؤلاء لضالون!}.
وهذا إلى جانب ما تعرضه من حال الفجار وحال الأبرار؛ ومصير هؤلاء وهؤلاء في ذلك اليوم العظيم.
وهي تتألف من أربعة مقاطع.. يبدأ المقطع الأول منها بإعلان الحرب على المطففين: {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين}..
ويتحدث المقطع الثاني عن الفجار في شدة وردع وزجر، وتهديد بالويل والهلاك، ودمغ بالإثم والاعتداء، وبيان لسبب هذا العمى وعلة هذا الانطماس، وتصوير لجزائهم يوم القيامة، وعذابهم بالحجاب عن ربهم، كما حجبت الآثام في الأرض قلوبهم، ثم بالجحيم مع الترذيل والتأنيب:
{كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين! الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون..}
والمقطع الثالث يعرض الصفحة المقابلة. صفحة الأبرار. ورفعة مقامهم. والنعيم المقرر لهم. ونضرته التي تفيض على وجوههم. والرحيق الذي يشربون وهم على الأرائك ينظرون.. وهي صفحة ناعمة وضيئة: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون}..
والمقطع الأخير يصف ما كان الأبرار يلاقونه في عالم الغرور الباطل من الفجار من إيذاء وسخرية وسوء أدب. ليضع في مقابله ما آل إليه أمر الأبرار وأمر الفجار في عالم الحقيقة الدائم الطويل:
{إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون}.
والسورة في عمومها تمثل جانبا من بيئة الدعوة، كما تمثل جانبا من أسلوب الدعوة في مواجهة واقع البيئة، وواقع النفس البشرية... وهذا ما سنحاول الكشف عنه في عرضنا للسورة بالتفصيل.. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة المطففين:
مكية.
وآياتها ست وثلاثون آية.
بين يدي السورة:
* هذه السورة الكريمة مكية، وأهدافها نفس أهداف السور المكية، تعالج أمور العقيدة وتتحدث عن الدعوة الإسلامية في مواجهة خصومها الألداء.
* ابتدأت السورة الكريمة بإعلان الحرب على المطففين في الكيل والوزن، الذين لا يخافون الآخرة، ولا يحسبون حسابا للوقفة الرهيبة، بين يدي أحكم الحاكمين {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين}
* ثم تحدثت عن الأشقياء الفجار، وصورت جزاءهم يوم القيامة، حيث يساقون إلى الجحيم مع الزجر والتهديد {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين} الآيات.
* ثم عرضت لصفحة المتقين الأبرار، وما لهم من النعيم الخالد الدائم في دار العز والكرامة، وذلك في مقابلة ما أعده الله للأشقياء الأشرار، على طريقة القرآن في الجمع بين الترغيب والترهيب {إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}
* وختمت السورة الكريمة بمواقف أهل الشقاء والضلال الكفرة الفجار من عباد الرحمن الأخيار حيث كانوا يهزءون منهم في الدنيا، ويسخرون عليهم لإيمانهم وصلاحهم {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون} إلى آخر السورة الكريمة. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة التطفيف 83:
مكية وقال عكرمة عن ابن عباس نزلت بالمدينة أول ما قدمها النبي وذكر أن أهلها كانوا من أخبث الناس كيلا فلما نزلت أحسنوا الكيل وقد ذكر نظيرتها في غير عدد الكوفي ولا نظير لها فيه.
وكلمها مائة وتسع وستون كلمة.
وحروفها سبعمائة وثلاثون حرفا.
وهي ثلاثون وست آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف ولا مما يشبه الفواصل شيء.

.ورءوس الآي:

{للمطففين}.
1- {يستوفون}.
2- {يخسرون}.
3- {مبعوثون}.
4- {عظيم}.
5- {العالمين}.
6- {سجين}.
7- {سجين}.
8- {مرقوم}.
9- {للمكذبين}.
10- {الدين}.
11- {أثيم}.
12- {الأولين}.
13- {يكسبون}.
14- {لمحجوبون}.
15- {الجحيم}.
16- {تكذبون}.
17- {عليين}.
18- {عليون}.
19- {مرقوم}.
20- {المقربون}.
21- {نعيم}.
22- {ينظرون}.
23- {النعيم}.
24- {مختوم}.
25- {المتنافسون}.
26- {تسنيم}.
27- {المقربون}.
28- {يضحكون}.
29- {يتغامزون}.
30- {فاكهين}.
31- {لضالون}.
32- {حافظين}.
33- {يضحكون}.
34- {ينظرون}.
35- {يفعلون}. اهـ.